اليوم أعادونى إليك
وكم كنت فى أمس الحاجة إلى ذراعيك أحتمى بهما ... مثلها تماما
أتذكر بالامس البعيد أخبرتك انها تريد خمس جنيهات
فالغد هو الجمعة و ما لديها من مسحوق لن يكفى كل هذا الكم من الغسيل المتراكم
وغفت الى جوارنا انت من اليمين وانا من اليسار
لم تكن تدرى ان الخمس جنيهات سيحرموها من تلك الغفوة إلى الأبد
وجاء الصباح حاملا ثلاثتنا الى مصائر مختلفة
ذهبت انت الى عملك بعد الافطار و اجلستنى هى الى جانب جدتى لتبدا فى مهمتها
مع تنظيف الثياب المتسخة حتى نفذ المسحوق
أرادت ان تتركنى مع جدتى وتذهب لتشترى غيره لكنى أبيت ان تذهب دونى و بادرت بالصراخ
فإستسلمت لبكائى و حملتنى على ذراعيها و مضت
لكن ذلك الفتى لم يمهلنا لنصل نزعنى من بين يديها و فر واثبا تجاه عربته و تبعته مهرولة هى الأخرى
وبعد ان ألقانى داخل السيارة نظرت فى اتجاها والبكاء لا ينقطع حينها دفعها جوارى
و حملنى على رجليه و بين يديه سكينا زاد رعبى وبكائى فحاولت تهدئتى
ودموعها لا تجف لكنه ازاح يديها وانطلق الى حيث لا ندرى ....
ودموعها لا تجف لكنه ازاح يديها وانطلق الى حيث لا ندرى ....
توسلت اليه ان يتركنا لكنه لا يجيب
قبلت يداه متسائلة ماذا يريد منا لكنه لم يجب
هددها ان لم تصمت حتى نصل فسيذبحنى امام عينها ولن تصل لشئ كذلك
فصمتت لكن دموعها لم تجف ... حتى وصلنا
المكان يبدو عاديا شئ من الرهبة فقط تسيطر على الأجواء دفعها بقدمه حتى تنزل
وحملنى بين ذراعيه حتى يظل السكين فى اتجاه رقبتى
دخل الى منزل يقابله البحر وليس بجواره منازل أخرى ولا كائنات اخرى ... نحن وفقط
فتح الباب و دفعها الى الداخل ثم دفعنى بقوة الى الارض
أتعلم شعرت انى ألفظ أنفاسى الأخيرة لولا صرختها القوية التى أفاقتنى
لا أعلم ماذا فعل بها فصراخنا قد إمتزج ثم شعرت بدماء بجانبى
مرت ساعات لا أعلم عددها لكن ضوء جديد قد أتى ويداها عادتا لتحتضننى وخرجنا
مشينا لمسافة طويلة اعتقد ذلك .. فحرارة الشمس كانت قوية
واستمرت لوقت كاف لنومى واستيقاظى عدة مرات
واستمرت لوقت كاف لنومى واستيقاظى عدة مرات
ثم ركبنا عربة ودفعنا بها الخمس جنيهات التى كانت ستشترى بها المسحوق
ترى ما مصير الثياب المتسخة و الغسالة التى تركنها تعمل ؟
هل إنزعجت عند عودتك من العمل ولم تجدنا ؟
هل إنزعجت عند عودتك من العمل ولم تجدنا ؟
لابأس فإننا عائدون الأن و ستكون كل الامور على ما يرام
لكن كلما أمررت يدى على وجه أمى أجد دموعها لا تزال تنزف حتى وهى تقبل يداى شفتاها ترتعد
فأتثبث بها أكثر علها تهدأ لكن النزف يزداد و الارتجاف كذلك
ها قد وصلنا الى منزل جدى لا أعلم لما لم نعود الى منزلنا
بعد قليل علمت اننا لن نعود الا انهم فى الصباح حملونى الى تلك المحكمة لأراك
او كما لمحت فى عينيك انك ستأخدنى معك و ترحل
سمعتهم هنا يتحدثون عن عشاق و هرب و امور لم افهمها
لكنى أريد العودة الى أمى فهى تحتاجنى جوارها فعندما تركتها كانت لا تزال ترتجف
الاصوات حولى تتزايد الجميع لا يفهم شئ او يحاول ألا يفهم
أريد أن أعود الى امى فلايزال دمعها ينزف
لما لا تسمعوا منى ما حدث... لما تقولون عنها ذلك
إصمتوووووووا ولتسمعنى انت كذلك
أريد ان أعود الى امى لأخبرها انى وحدى سأحميها
14 التعليقات:
جميله..استمرى
صعبة اووي يا آيه
بجد جسمي قشعر من وصفك للمشهد دقيق جدااا وصعب جدا جدا
في انتظار باقي خطاباتك ورسائلك
تحيــــــــــاتي
كانت هنا ورحلت
Asmaa Fathy
حلوة يا آية
نكهة جديدة لقلمك
استمري :)
صعبة جداً جداً ..
موجعه حد الضراخ ..ابكتني حتي النشيج
دمت معبره .. ودام صدق كلماتك
فى احيان كثيرة يتحول البشر الى ذئاب
و غالبن نلوم الضحية على دمائها المسالة على الارض
و نترك من ذبحها بنصل حاد
دائما رائعة فى جميع الالوان
تحياتى
ليه يا آيه على الصبح كده
انتى معندكيش اخوات :)
بس ايه النسج دة القصه مؤلمه جدااا
وموجعه ولكنها حقيقيه
نون..كيكو...حبيبة حبيبى
ميرسى جدا
الاجمل وجودك
asmaa fathy
مبسوطة انها عجبتك
نورتينى يا جميلة :)
موناليزا
تسلميلى يا حبيبتى
<3
Heba Atteya Youssef
نورتى المدونة يا جميلة
ومبسوطة جدا ان احساسها وصلك
ابراهيم رزق
معاك حق فعلا
هو العادى فى مجتمعنا كدا
ربنا مايحرمنى منك يا خالو :)
رنا
معلش بقى هى جت معايا كدا
المهم تكون عجبتك :)
بنلوم الضحية وبنشجع الجلاد لأننا اغبياء بجد!
كلام راائع
زينب على
فعلا للاسف
نورتينى :)
إرسال تعليق