الأحد، 26 مايو 2019

محاولة



أحاول أن اغير تفاصيل كثيرة، أعيد ترتيب أوراقي من جديد وأضيف لحياتي لمسات تغير روتين يومي. 
أحصل على عطلة - أهتم بزهور ونباتات جديدة - أتحدث مع غرباء - أتعلم ما أعتقد أنه مستحيل 
أتسائل كل يوم هل لازلت مبهجة كعادتي... الحقيقة أنني أحاول 

منذ فترة طويلة لم أكتب بالمدونة، وعندما كتبت كنت أتوقعت أن أتلقى منك رد 
كنت أعتقد أنك الوحيد الذي تتابع وتترك تعليق، يرفض عقلي أنك رحلت أنك لن تأتي مجدداً. 
تغير معرض الكتاب وتغير أصدقاء التدوين، لا شيء سيبقي للأبد
لكننى أحاول أن أكتب، أن أظل على يقيني أننا نكتب لنحيا، مثلما أعيد قراءة تعليقاتك وأبتسم 


يزدحم عقلي بالتساؤلات المعقدة لما أحلم به - بهم - بتلك الأمور القديمة
لما يجذبني الحنين لممر الجامعة - لطريق العودة - لمسجد محدد - لسجادة جدي
لصديقاتي - لأغنية - لمدن عبرت بها وترك أثراً بالروح
ما يسعدني حقاً أنه يترك على شفتاي ابتسامة ومحاولة للسعادة

شكراً لكل التعليقات الغير مصحوبة بأسماء، ولكل الرسائل الغير معروف هوية أصحابها 
لدعوات الطيبين على مدار اليوم، ولتلك القلوب التي تحمل لنا خيراً رغم تعاقب السنين 
وللكلمات المقتضبة التي تعني أننا نعلم كل شيء، ولكل الأمورالغامضة الغريبة لكنها صافية جميلة. 

سلام على الصادقين المُمسكين دوما بأيدينا المعانقين لأرواحنا بدعائهم
الأنقياء الداعمين لقلوبنا الثابتين على العهد رغم جهلهم بأسرار الوجع
الطيبين القلائل الذين يكفائنا الله بهم


الجمعة، 24 مايو 2019

بعدك على بالي



كان لديك كل الحق عندما أخبرتني "الأمور الرائعة لا تحدث إطلاقاً.... "
ذلك الألم الذي أشعر به كلما مر أسمك يجعلني أدمع ولا استطيع تجاوزه
كنت أشعر دوماً أنك تعرف كل أسراري، لا أدرى من أين لكن كلماتك كانت توحي بذلك.
سألتك حينها أعتقد أنك تعرف عني الكثير، أجبتنى أعرف ما تريدين أن أعرفه فقط
رحلت وتركتنى أعتقد أنك تعرف الكثير والكثير، يكفي أنك كنت تعرف حزني وتصفه بدقة متناهية
سلام إلى روحك الطيبة وكثير من الورود

أكثر من أربعة أشهر مرت ولازلت لا أستوعب فكرة موت أبي
كيف يرحل بدون أن أراه، كيف كان صوته يخبرني أنه بخير بالمساء ويخبروني بالصباح أنه ذهب.
كنت أرغب أن أخبره أني سامحته، أن أمسك بيده طويلاً وأبلغه أنني لست بخير وأحكي كل شيء
تسألت كثيراً هل يشعر بنا الموتي، لتجيبني بمنامي عدة مرات لا تحزني....
كيف لي أن أتحمل كل هذا الألم.... يااا الله إنني أبكي كل ليلة كل ليلة فهل سيظل الأمر موجع هكذا؟
اللهم ألهمنى من لدنك صبرا


أخبرني الطبيب أن الوضع سيء فكيف تحملت كل هذا الألم صدم عندما أخبرته أني لم أشعر بشيء على الأطلاق.
فهل كان الحزن بداخلي طاغياً على أي شعور بالألم.. ربما
أجريت جراحة وللمرة الاولى التي أشعر بالخوف، الجميع يؤكد أنها "بسيطة" والخوف يتملكني
المرة الاولى التي أترك طفلتي وأذهب لعالم مغاير، أستسلم بجسدي للأطباء وبعقلي لنوم عميق
لأخرج وأنا اهذي، أريد أن اعود للمنزل يا أمي... أريد أن أعود

قد أكون بحثت عن السعادة كثيراً، تمكنت من أن أسافر وأحطم عدة قيود، أحقق عدة نجاحات
لكن دوما سعادتى مؤقتة ناقصة، غير حقيقية، أريد فقط أن أرتاح
أن أستيقظ صباحاً صافية الذهن، أن أنام بسلام، أن أسير بخطي متزنة
لا أن أهرول وأبكي لأغفو مرهقة وأستيقظ متعبة لمزيد من الهرولة.
اللهم الراحة والسلام وفقط