الجمعة، 24 مايو 2019

بعدك على بالي



كان لديك كل الحق عندما أخبرتني "الأمور الرائعة لا تحدث إطلاقاً.... "
ذلك الألم الذي أشعر به كلما مر أسمك يجعلني أدمع ولا استطيع تجاوزه
كنت أشعر دوماً أنك تعرف كل أسراري، لا أدرى من أين لكن كلماتك كانت توحي بذلك.
سألتك حينها أعتقد أنك تعرف عني الكثير، أجبتنى أعرف ما تريدين أن أعرفه فقط
رحلت وتركتنى أعتقد أنك تعرف الكثير والكثير، يكفي أنك كنت تعرف حزني وتصفه بدقة متناهية
سلام إلى روحك الطيبة وكثير من الورود

أكثر من أربعة أشهر مرت ولازلت لا أستوعب فكرة موت أبي
كيف يرحل بدون أن أراه، كيف كان صوته يخبرني أنه بخير بالمساء ويخبروني بالصباح أنه ذهب.
كنت أرغب أن أخبره أني سامحته، أن أمسك بيده طويلاً وأبلغه أنني لست بخير وأحكي كل شيء
تسألت كثيراً هل يشعر بنا الموتي، لتجيبني بمنامي عدة مرات لا تحزني....
كيف لي أن أتحمل كل هذا الألم.... يااا الله إنني أبكي كل ليلة كل ليلة فهل سيظل الأمر موجع هكذا؟
اللهم ألهمنى من لدنك صبرا


أخبرني الطبيب أن الوضع سيء فكيف تحملت كل هذا الألم صدم عندما أخبرته أني لم أشعر بشيء على الأطلاق.
فهل كان الحزن بداخلي طاغياً على أي شعور بالألم.. ربما
أجريت جراحة وللمرة الاولى التي أشعر بالخوف، الجميع يؤكد أنها "بسيطة" والخوف يتملكني
المرة الاولى التي أترك طفلتي وأذهب لعالم مغاير، أستسلم بجسدي للأطباء وبعقلي لنوم عميق
لأخرج وأنا اهذي، أريد أن اعود للمنزل يا أمي... أريد أن أعود

قد أكون بحثت عن السعادة كثيراً، تمكنت من أن أسافر وأحطم عدة قيود، أحقق عدة نجاحات
لكن دوما سعادتى مؤقتة ناقصة، غير حقيقية، أريد فقط أن أرتاح
أن أستيقظ صباحاً صافية الذهن، أن أنام بسلام، أن أسير بخطي متزنة
لا أن أهرول وأبكي لأغفو مرهقة وأستيقظ متعبة لمزيد من الهرولة.
اللهم الراحة والسلام وفقط

0 التعليقات: